التـأسـيس:
لا يخفى على كل مطلع لبيب أن الإعلام له وسائل وآليات متعددة وأشكال متنوعة منها المقروءة أو المسموعة أو المرئية وبأشكالها المتنوعة كالخطابة أو التقارير والبحوث أو الندوات والمحاضرات أو البرامج الحوارية وغيرها .
بقى هذا الإعلام ولفترة ليست بالقصيرة جزءاً لا يتجزأ من إعلام السلطة الحاكمة سلطة النظام الأوحد الذي لا شريك له .. لقد مارس التيار الإسلامي الواعي تحت قيادة المرجعية وبرغم وطأة ظلم النظام المقبور أدواراً إعلامية متنوعة..
وبسقوط الصنم .. ومع الثقل الأكبر لمخلفات النظام البائد تلك المخلفات التي أثقلت كاهل العراقيين جميعا ولم تستثن حتى ابعد البعيدين عن سدة الحكم ، ومع تلك الأثقال والأعباء الكبيرة .. كانت وجهة نظر المرجعية أكيدا هو توسيع دائرة النشاط الإصلاحي بتوسيع مؤسساته وآلياته وإيجاد المشروع المناسب بإزاء كل تحد من التحديات الغربية التي يواجهها الإسلام لسد الثغرة التي يمكن أن يُختَرق منها الإسلام فكان من ابرز هذه المؤسسات هو المؤسسة الإعلامية ..
وإيمانا منها بإيجاد الآلية الإعلامية المناسبة في الظرف المناسب وانطلاقا من عموم الأوامر القرآنية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أنشأت نواة إعلامية بسيطة لتنطلق بعدها أقسام.. وأقسام جديدة .. فكانت (إذاعة البلاد).. ولتضع هذه النواة أهدافها أمام عينها ومتخذة من مقولة أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) (عليه السلام) لولده محمد بن الحنفية: (يا بني ليكن نظرك أقصى القوم ) وها هو الهدف أمام العين...
ونتيجة للانطلاق الكبير لمشاريع الإعلام في العراق فقد واجهت هذه المشاريع النقص الحاد والكبير في الكوادر الكفوءة ، فكان مما لابد فيه أن نحقق النتائج المرجوة باعتماد كوادرنا الخاصة المؤمنة ، فكانت ميزة مشروع إذاعة البلاد أنه ابتدأ بجهود ذاتية 100% وباعتماد المخلصين لهذا الدين ولهذا المذهب .
وبعد انشغال الكادر الفني والتقني المؤمن بتنصيب وتشغيل أجهزة البث والإرسال لمرسلات مصنعة محليا وبجهود مضنية ، تمكنت الإذاعة من إرسال بثها التجريبي للقران الكريم ، ثم بدأ التحضير للبث الدائمي بتوفير البرامج والكوادر وهكذا استمرت العملية لحين انطلاق البث الدائمي في :
1 رجب 1425 هـ
كما يجب أن نثبت حقيقة صارخة هي أن فتح أي مشروع إعلامي إصلاحي ينبغي أن لا يطعن فيه بمبادئ وأخلاقيات كوادره أولاً لأننا نؤمن بأن فاقد الشيء لا يعطيه وان ما يخرج من القلب يدخل إلى القلب، ثم يجب ثانياً أن تكون كوادر المشروع بمستوى الطموح لكي يستطيع أن ينافس القنوات الإعلامية الأخرى المنتشرة حاليا في أرجاء المعمورة . وهذا ما استطاعت إذاعة البلاد تحقيقه وفي مدة قياسية بل خيالية لم تزد عن سنتان .
البلاد .. في الذكرى الأولى
• في 1 رجب من عام 1426هـ أطفأت إذاعة البلاد شمعتها الأولى على قاعة الجواهري – في وزارة الثقافة- وبحضور وزير الثقافة وجمع من الشخصيات السياسية والثقافية ومن رواد الإذاعة وعشاقها ..
• كانت إذاعة البلاد ببث يومي لا يتجاوز الست ساعات يوميا وتبث مركزيا من قلب العاصمة بغداد ثم لتتقدم هذه الساعات بتقدم البرامج والفترات الصباحية والمسائية لتصبح فيما بعد ثمان ساعات ..
• استطاعت البلاد أن تكون رفيق المستمع في أوقات بث خاصة ، حيث يستمر فيها البث إلى ساعات متأخرة من الليل مثل أيام الأعياد ، ولادات الأئمة (عليهم السلام) ، وفياتهم (عليهم السلام) وأيام شهر رمضان وشهر محرم الحرام وتزيد على ذلك في أوقات مر فيها العراق بمنعطفات تاريخية عانقت فيها الإذاعة جماهيرها ملبية بذلك نداءات ثلاث: جمعية وطنية منتخبة ... دستوراً دائماً .. برلماناً يحكم العراق لأربع سنوات قادمة .
خلال هذه المشاهد السياسية حققت هذه الإذاعة تواصلا إذاعيا ببرامج مختلفة تواصلاً وحباً ووفاءً لا أكثر ..., فهي كادر منصهر فيما بينه وفريق عمل واحد ...
البلاد .. والذكرى الثانية
• في 1 رجب 1427هـ ستطفأ البلاد الشمعة الثانية لتأسيسها المبارك .. وهي اليوم تضع أقدامها بثقة بين مختلف القنوات ، بل في مقدمة القنوات الإسلامية وغير الإسلامية العربية منها والعالمية ..
• دعم المرجعية الروحي ..والمعنوي.. والمادي .. وجهود العاملين وإخلاصهم لهدفهم الأكبر – نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها وتأصيل فكر أهل البيت عليهم السلام- جعلنا نشم عبير أثير البلاد في كل بيتٍ ومحلٍ وسيارةٍ .. لأن البلاد خاطبت كل البلاد .
• ما تميزت به البلاد في هذه السنة :
1. ظهر إلى النور ستوديو جديد للبلاد .. بإمكانيات وتقنيات حديثة..
2. تم إطلاق موقع البلاد www.albilad.org على شبكة الإنترنت مع البث الحي للإذاعة على الموقع ..
3. تم توسيع مدى البث ليشمل العراق من الجنوب إلى الشمال ... فكانت البلاد بحق لكل البلاد.