تسونامي عبارة عن أمواج بحريّة متلاحقة، وسريعة، وعالية تضرب المناطق الساحليّة، وتكون على شكل عواصفَ هوائيةٍ قويةٍ محمّلةٍ بالماء، وبسبب سرعتها وارتفاع أمواجها التي فقد يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، فإنها تغمر الأراضي والمباني القريبة من الساحل وتُلحق بها دماراً كبيراً، وتنشأ هذه الظاهرة الطبيعية نتيجة حدوث زلزال في قاع البحر أو المحيط. تمرّ عاصفة التسونامي بثلاث مراحل هي: مرحلة التولّد ومن ثم مرحلة الانتشار، ثم مرحلة الإغراق. تختلف أمواج التسونامي عن الأمواج البحرية العادية بالنواحي التالية: السرعة: تتراوح سرعة موجة التسونامي بين 500 -700 كيلومتر في الساعة، وتصل أحياناً إلى 850 كيلومتر في الساعة؛ إذ تفوق سرعة طائرة نفاثة. الحجم : تختلف كميّة المياه التي تحملها الموجة حسب حجم الموجة؛ فقد يصل طول الموجة إلى عدة الكيلومترات مع ارتفاع رأس الموجة لما يقارب 40 متراً؛ فلنتصوّر كمية المياه التي تحملها هذه الموجة، لا شك بأنها كمياتٌ هائلةٌ فلو تبعت هذه الموجة موجات أخرى متتالية ستكون هذه الأمواج قادرةً على إغراق مساحاتٍ واسعةٍ من المناطق الساحلية والمجاورة لها. الخسائر التي تسببها: بما أنّ التسونامي ناتج عن حركةٍ زلزاليةٍ فإن موجات التسونامي تنتشر بجميع الاتجهات وتقطع مسافاتٍ طويلةٍ وتنطلق بقوةٍ حيث تكون الموجة قادرةً على حمل صخرةِ بوزن 20 طن لمسافة 20 متراً تقريباً، فتسبب الدمار للمنشآت العمرانية، والأشجار، والبنية التحتية. أسباب تسونامي ظاهرة التسونامي لها ارتباطٌ كبيرٌ بتركيبة الكرة الأرضية من حيث اللبّ الداخلي والوشاح والقشرة الخارجية للأرض، كما أنّ لحركة الأرض دورٌ كبيرٌ في تكوّن التسونامي. لاحظ العلماء المتخصًصون بأنّ الزلازل لا تحدث بشكلٍ عشوائي؛ بل إنّ أغلبها ينتج ضمن نطاق أحزمةٍ رئيسيةٍ أطلق عليها العلماء " حلقة النار". الحزام الأول: يمتدّ هذا الحزام من السواحل الشرقية للمحيط الهادي محاذياً لغرب الأمريكيتين واليابان، ويصل إلى أستراليا ونيوزلندا، يشكّل هذا الحزام حوالي 68% من زلازل العالم. الحزام الثاني : يمتدّ على طول الساحل الغربي للمحيط الهادي يبدأ من الجزر اليابانية في الشمال وحتى الجزر الأندونيسية جنوباً. الحزام الثالث: والذي يُعرف بحزام جبال الألب، يمتدّ عبر أفريقيا وأوروبا وآسيا وحتى جبال أطلس في شمال قارة افريقيا، ماراً في عرض البحر المتوسط ليصل إلى اليونان وتركيا، علماً بأنّه يمكن حدوث الزلازل خارج هذه الأحزمة. ننوّه إلى أنّ الزلازل عبارة عن انزلاق مفاجئ يحدث بين الصفائح التكتونية المكوّنة لقارات لعالم، فلا تنزلق هذه الصفائح بشكل انسيابي بل بشكل تصادمي ممّا يؤدّي إلى حدوث قوة ضغظ هائلة على جوانب هذه الصفائح، وقد تستمرّ لعدة سنوات.